عندما لا يبادل الرجل امرأة حباً بحب ، وجنونا ً بمثله ، نقول : هو ببساطه لا يحبها ...!
ولو كان حقاً يحبها ... ولكن الظروف تحول ... لتزيل مشاعر من قلبه نحوها ما كان لها أن تزول... نقول: نشمي ابن الناس ، يعرف أن الظروف لا تسمح لهذا الحب أن يستمر ... فرحل الشهم ابن الأصول...!
ولكن ... أن ترحل امرأة عن رجل يحبها ...فتلك حتماً لعمري الخيانه العظمى ، والتي تجيز صلب تلك المرأة الجاحدة وحرقها كما حرقت ساحرات اوروبا في العصور الوسطى!!! فأي سحر أقوى من أن يقع رجل على وجهه في عتبات حبها ، وأن تهوي به إلى " بير السلّم" !
عندما أحب غسان كنفاني غادة السمان ...رأي الكثيرون أن غادة لم تنصفه بإعطائه ما يستحق من نصاب الحب .
غسان ذلك الأسطوري الأديب المناضل الفدائي... ولكنه فيما يخصه هو وحده ...كان ذلك الرجل الذي أحب غادة بصدق رأى الكثيرون انه مذلة ... لأنها وببساطة وكما يزعمون لم تحبه كما يجب !
و لأن لكليهما تأثيراً في نفسي وفي رؤيتي للوطن والحب ، رأيت أن كليهما لم يخطئ ... بعكس من قال أن في حب غسان لغادة تشويه لصورة المناضل الفلسطيني ... وأن في نشر غادة لرسائل غسان بعد وفاته بمدة طويلة ... وبالأخص أن تلك الرسائل لا تُظهر غادة كعاشقة تبادل غسان الحب... فرأى الكثيرون ان في نشر غادة للرسائل أنانية صرفة... بالرغم من أنها صرحت أن الإتفاق على نشر الرسائل متبادل بينهما في حالة موت أحدهما ...
ربما أن المبدعة غادة حصنت نفسها من حب لا يقوم إلا على خراب بيت غسان وعلى حساب زوجته وطفليه...
ربما لم تكن هي بتلك الأنانية التي وصفوها بها بعد نشرها رسائل غسان إليها في كتاب (رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان) بعد مرور عشرين عاما على استشهاده... بل على النقيض ، قد تكون غادة بنشرها للرسائل أرادت أن يعرف الجميع حجم خسارتها لرجل أحبها كل هذا الحب في حين هي أرادت له استقراره وتوازنه فرحلت !
ربما لم تكن هي بتلك الأنانية التي وصفوها بها بعد نشرها رسائل غسان إليها في كتاب (رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان) بعد مرور عشرين عاما على استشهاده... بل على النقيض ، قد تكون غادة بنشرها للرسائل أرادت أن يعرف الجميع حجم خسارتها لرجل أحبها كل هذا الحب في حين هي أرادت له استقراره وتوازنه فرحلت !
يقول غسان لغادة: ...وسأظل أضبط خطواتي ورائك حتى لو كنتِ هواءً.. أتسمعين أيتها الشقية الرائعة؟ حتى لو كنتِ هواءً! ولكنني أريدك أكثر من الهواء. أريدك أرضاً وعَلَماً وليلاً...أريدك أكثر من ذلك. وأنتِ؟ اكتبي لي..لماذا لا تكتبين؟ لماذا؟ لماذا أيتها الشقية الحلوة؟ أتخافين مني أم من نفسك أم من صدق حروفك ؟ اكتبي.
بالضبط يا غسان ، كانت غادة تخاف كل ما ذكرت ... خافت من استسلامها لك ورضوخها لحب رأت أن لا حق لها فيه ... هوى يخطف بطل من وطنه ووالد من أبنائه.
لا تلوموا المرأة إذن إن هي تصرفت بانتحارية في الحب ... فأسهل على المرأة أن تتصنع الحب وتبادل رجلاً يهواها الهوى أضعاف... من إن ترحل تاركة الرجل الذي تحب في "بير السلم"!
وغادة اختارت الأصعب!
وغادة اختارت الأصعب!
كتب غسان لأخته فائزة رسالة يعاتب فيها غادة! فيقول: (تراها سألت عني؟ ذلك لن يكون إلا إذا كانت تريد أن تراني معذباً، أو تريد أن تنصحني تلك النصيحة التافهة : اذهب إلى بيتك باكرا .....إنني أدفع معها ثمن تفاهة الآخرين..أمس صعقتني ، مثلاً، حين قلت لها أنني أرغب في رؤيتها فصاحت: أتحسبني بنت شارع؟) ثم تفاجأ غسان بأنها خرجت في تلك الليلة نفسها مع صديق( ثم هتفتُ لها فأبلغتني أنها كانت مع صديق...
وسألتني: لماذا تأخرت؟(!!!
لم تكن غادة لتقهره وتعذبه ... ولكنها أرادت له العودة مبكراً لزوجته وأطفاله...!
أردتُ بهذا أن أنصف غادة لا غير!
مرفق رابط مقال جميل بعنوان (غسان كنفاني .. المناضل العاشق ليافا وغادة السمان).
منــــال