شعر البحرينيون بالكثير من
الارتياح بعد انتهاء فعاليات سباق "الفورمولا 1" ، ولكن أسباب ذلك
الارتياح اختلفت مع الأسف باختلاف الطائفة. البعض مرتاح لنجاح فعالية رياضية مهمة
للبحرين ، و آخرون يرون في الزخم الإعلامي المضاد الذي صاحبها مدعاة لفشل الحدث
الرياضي و ارتياح المعارضة البحرينية.
وكالات الأنباء العربية أشادت
بالتنظيم وباركت لقيادة البحرين نجاح السباق و "تجاوز" التحديات. أما
الصحافة العالمية و البريطانية منها خاصة ، فقد عبرت بوضوح عن استياءها من تنظيم
سباق الفورمولا في مملكة البحرين ، و اعتبرت الحدث انتكاسة للأخلاق
"الرياضية" ، و طالب قبل ذلك 17 نائب في البرلمان البريطاني بإلغاء
السباق ! فيما عبّر مقتدى الصدر (زعيم التيار الصدري العراقي و ميليشيا جيش
المهدي) عن شجبه واستنكاره للسباق و حث أئمة المساجد في العراق على التحريض ضد
اقامته في البحرين عبر خطبهم ! بينما دعى مساعد
وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان البحرين للاستجابة لمطالب شعبها و
انهاء القمع قبل سباق الفورمولا !
بعد كل ما
سبق ، هل تم التعامل مع حدث رياضي و اقتصادي بحت بعيدًا عن الرغبة في تحقيق أي
أهداف سياسية !؟ و أي الطرفين في البحرين وضع مصلحة مملكة البحرين فوق كل اعتبار؟
مدراء فرق الفورمولا أجابوا صراحة عن ذلك و عبروا عن استيائهم الشديد من التغطية الإعلامية التي تناولت
الفورمولا بتسييس واضح . و اعتبروا القضايا المطروحة كعائق لإقامة السباق سياسية
بحته تمر بها دول كثيرة يطالب مواطنوها بالإصلاح كبريطانيا و فرنسا و دول عديدة ،
و تم ربطها بسباق الفورمولا في قالب مفرط في الدراما.
إن إلغاء
السباق كان سيرسي سابقة تؤول بالرياضة إلى الندم ، و سيشكل انتصارًا "للمتطرفين"
كما كتب بالأمس آدم نيكولز مراسل صحيفة المترو البريطانية.
لن أعمل على
ربط و تحليل ما سبق ، الرؤية واضحة لمن أراد أن يتقدم في المسير و أراد للبحرين
الخروج من هذا النفق المظلم عبر اصلاحات تُناقش على مبدأ الوطن يأتي أولا. أما من أراد
للبحرين الغرق في مستنقع من الفرقة و الخلافات السياسية ، فسيجد من يبرر له ذلك و
يمده بسيل من الخطب "الجارفة" من على منابر المساجد الصدرية !
منال
نشر المقال في الشرق بتاريخه