Saturday 23 June 2012

لا تسافر وحيدًا ، و لا ترجع وحدك


قمة جبل (ماونت هود) في بورتلاند-امريكا كما تبدو من السماء 


اجعل روحك حاضرة في السفر ، وارجع بها وقد تجلّت ...

  • إن كنتَ تسافر مِن ...  أكثر من كونك تسافر إلى .. فلن تنال أكثر من متعة "الهرب" !
  • أرواح المدن تسكن حيث يحب أهلها ، فاحرص على زيارة مناطقها "الشعبية".
  • في الغالب أنك ستغادر مقعدك في المقهى مُثقلًا ، و ستترك مقعدك في المسرح مُحلّقا.
  • لا تذهب مبكرًا إلى محطات القطار، فما بين الهرولة والركض ستدرك المعنى المُدهش لجملة "اللحاق بالركْب" !
  • المترو أكثر وسيلة حضارية للاقتراب "كثيرًا" من أشخاص لا تعرفهم ...
  • في السفر ... افعل الشيء الجميل أولا ثم الرائع. فالجلوس أمام بحيرة أمر جيد، غير أنك لو وجدت بجوارها محل لتأجير الدراجات فسيكون ذلك مُبهرًا.
  • لإنعاش القلب طقوس و الدهشة إحداها. لا تُخفي دهشتك ، اغتنمها وافرح بها لأطول وقت ممكن. 
  • حتى تشتاقك الأماكن ... لا "تفقد" نفسك في أي مكان.
  • إن لم تُسعفك أخلاقك في "الرياض" فلن تجمّلك في "باريس" .
  • للحقيقة أوجه كثيرة ابحث عنها في سفرك ، وفي هذا تقول غادة السمان: " اكتشفتُ أن قمة الجبل هي قاع السماء ، و الحقيقة تتبدل تبعًا لموقع النظر" !
  • في كل درب رياحينه ، و كل غيمة تهْطل ، أفطِن.
  • و أخيرًا ، احمل "الوطن" في حلّك و ترحالك ، احفظ له العهود ، واقطع له الوعود و احمل له في عودتك الأمل.
منال

نشرت هذه التدوينة في "الشرق" بتاريخ 20 يونيو 2012

Tuesday 19 June 2012

من رسائل مي زيادة إلى جبران خليل جبران




... جبران !

إنّ الذين لا يُتاجرون بمظهر الحب ودعواه في المراقص والاجتماعات، 

ينمّي الحب في أعماقهم قوة ديناميكية ...

قد يغبطون الذين يوزعون عواطفهم في اللألأ السطحي لأنهم لا يُقاسون ضغط العواطف التي لم تنفجر،

ولكنهم يغبطون الآخرين على راحتهم دون أن يتمنوها لنفوسهم ، 

 ويُفضّلون وحدتهم ، ويفضلون السكوت ،

ويفضلون تضليل القلوب عن ودائعها ، والتلهي بما لا علاقة له بالعاطفة ...

ويفضلون أي غربة وأي شقاء (وهل من شقاءٍ في غير وحدة القلب؟) على الاكتفاء بالقطرات الشحيحة !

مي زيادة          

Monday 11 June 2012

حتى لا نهلَك استياءً و مرارة



المرارة أو الشعور الطويل بالاستياء ربما يكون أمرا شائعًا أكثر مما نعتقد ، و هو احساس قد لا نتوقف عنده كثيرا باعتباره موضوعًا يرتبط بالمشاعر التي اعتدنا على تجاهلها و إغفال تأثيرها المباشر على حياتنا و مَن حولنا.

الفشل في جانب من جوانب الحياة العملية أو الإنسانية قد يؤدي إلى الشعور بالاستياء أو المرارة ، و هو ما  يختلف عن الحزن في كون الحزن يأتي من إيمان الشخص بأنه يتحمل "وحده" مسؤولية فشله في تحقيق هدف ما . بينما الشعور بالمرارة يغذيه الإحساس بأن الغير هم السبب في منعه من الوصول إلى هدفه ، و بالتالي فإنه يحمّل "الآخرين" مسؤولية الفشل في تحقيق جزء من أحلامه . يصاحب الشعور بالمرارة غضب دفين قد يتحول إلى رغبة في الانتقام أحيانا ، وقد قيل : إن المرارة أشبه بشرب السم ثم انتظار موت شخص آخر!  لذلك فإنه من المهم جدا الفطنة لما يدور في عقولنا من أسئلة و ما يختلج في صدورنا من مشاعر بعد المرور بأزمة تبتعد بنا عن تحقيق جزء من أحلامنا ، كخسارة وظيفة أحببناها أو انتهاء علاقة حرصنا على استمرارها.

فهم مشاعرنا السلبية قد يجنبنا الشعور المُرهق بالمرارة و التي يصنفها بعض الأطباء و الباحثين النفسيين كاضطراب نفسي يستدعي العلاج ، حيث كان أول من أطلق عليها الاسم العلمي (اضطراب مرارة ما بعد الصدمة) في العام 2003 الباحث و الطبيب النفسي مايكل ليندن و الذي وصف الأشخاص الذين يعانون من المرارة المَرَضية بأنهم : أشخاص جيدون عملوا بإخلاص و جد من أجل الوصول إلى أهداف مهمة في حياتهم ، ثم يحدث أمر ما سيئ و غير متوقع ، و مع غياب دور الأسرة و الأصدقاء ، يسيطر عليهم الشعور بالإجحاف و يغلبهم الإحساس بأنهم  وقعوا "ضحية" شئ ما ، مما يحولهم على المدى البعيد إلى أشخاص عدوانيين و متشائمين ، كارهين للحياة و الناس. و في دراسة حديثة تضمنها كتاب (الشعوربالمرارة: وجهات نظر مجتمعية و نفسية  وإكلينيكية ) يرى الباحثان في علم النفس روسك و ريناود أن الطريقة المثلى لتجنب كل ذلك هو أنه و بعد فشل المحاولة في تحقيق هدف ما (كالحصول على ترقية ، أو انقاذ زواج) فإنه يجب البحث عن طرق أخرى لتحقيقه ، أما إذا كان الهدف نفسه لا يبدو مثمرا عندها يجب فك الارتباط به و الانخراط مجددا في أمر مساوي له في القدر و التأثير (كتغيير الوظيفة ، أو البحث عن علاقة جديدة).

إن التعامل الإيجابي مع حزننا أو استياءنا لا يستوجب بالضرورة سرعة التخلص منهما ، فما ندفنه في قلوبنا "حيّاً" يعمل مع الوقت على تسميم أرواحنا و تلويث صفاءها . لكننا بالتأكيد و لتجاوز الألم نحتاج للكثير من الوعي به و الفطنة له ، و الإيمان بأننا لن نستمتع بشيء من أحلامنا إلا إذا بلغناها بأرواح و قلوب و مشاعر سليمة.

منال
نشرت هذه التدوينة في "الشرق" ، بتاريخ 9 يونيو 2012
  

Monday 4 June 2012

مناضلون في "مقابر الأرقام" الإسرائيلية

رفات الشهداء بعد استلام السلطة الفلسطينية لهم


في جنازة عسكرية مهيبة شيع الفلسطينيون رفاة 91 شهيداً سلمتهم اسرائيل للسلطات الفلسطينية الخميس الماضي، كان من بينهم شهداء “عملية فندق سافوي” 1975، وهي من العمليات الشهيرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية. جاءت هذه العملية الفدائية ردا على اغتيال اسرائيل لقادة فلسطينيين في “عملية الفردان” في بيروت عام 1973، والتي كانت عملية اسرائيلية انتقامية بعد تصفية المقاومة الفلسطينية  لـ11 رياضياً اسرائيلياً في ميونخ عام 1972 وذلك بعد أربعة أشهر من تفجير الموساد لسيارة غسان كنفاني واستشهاده في بيروت!
أبطال سافوي 
ظل رفات شهداء سافوي 36 عاماً في مقابر إسرائيلية سرية تسمى “مقابر الأرقام” يتم دفن شهداء النضال والمقاومة فيها ويوضع على كل قبر شاهد برقم ملفه لدى السلطات الإسرائيلية! حتى توهم اسرائيل نفسها بأن هؤلاء المناضلين ليسوا سوى أرقام مضت في تاريخ كيانها، في حين أن كل واحد منهم تمكن من هز هذا الكيان المحتل ووازن ولو لفترة بين آلة القمع الاسرائيلية والضعف العربي الفلسطيني، وحقق أحد أهم بنود الميثاق الوطني الفلسطيني وهو حق الكفاح المسلح.


إحدى مقابر الأرقام الإسرائيلية
ستظل المقاومة الفلسطينية حقا مشروعا..  فبينما يعيش مليونا فلسطيني اعتقالًا جماعيا في قطاع غزة نتيجة للحصار، ويتعرض أهلها لنيران الجنود الإسرائيليين من على مسافة تتجاوز الألف متر أحيانا داخل الشريط العازل بين القطاع وإسرائيل لمجرد محاولتهم حصاد محاصيلهم الزراعية من أراضيهم القريبة للشريط، لا يزال يستشهد الفدائيون من شبابها أثناء محاولتهم اختراق هذا الحاجز المهين على أراضيهم ومقاومة الاحتلال. وقد تجاوز عددهم من بعد نهاية “عملية الرصاص المصبوب” على غزة في 2009م 36 شهيداً، كان آخرهم أحمد أبو النصر (21 عاماً) الذي قتل على يد القوات الإسرائيلية فجر الجمعة الماضي، بعد أن تمكن من قتل جندي اسرائيلي محتل على الشريط الحدودي قبل استشهاده، وزادت به مقابر الأرقام عدداً واحداً كانت تخشاه اسرائيل كثيراً.
منال 
نشر هذل المقال في الشرق بتاريخ 2-يونيو-2012
http://www.alsharq.net.sa/2012/06/02/320505#comment-92790