Tuesday 24 July 2012

هل الشيعة راضون عن حزب الله ؟ و ماذا سيفعلون تجاه مرارتهم ؟



كتبته: حنين غدار
23 يوليو 2012

"حزب الله ! لم أعد أعرف من هم تحديدا بعد الآن" هذا ما جاء على لسان سهى، وهي امرأة شيعية (50 عاما) عاشت حياتها كلها في جنوب لبنان. نجت من الحرب الأهلية اللبنانية و الاجتياح الاسرائيلي، ولم تشكو في أي وقت مضى من حزب الله، على الرغم من اختلافها مع أيديولوجية الحزب. "رأيتُ الحزب ينمو ويتطور ليتحول إلى الحزب الأكثر ثقة في الجنوب. عزز من فكرة المقاومة و تجاوز الكليشيهات والخطب. وقد قاوم إسرائيل وحرر الجنوب. كل هذا حدث في السابق عندما كان التحرير هو اهتمامه الأول. أما اليوم فالحزب يبدو مشتتا و ضعيفًا" كما تقول سهى.
العديد من الشيعة يشاركون سهى مخاوف اليوم. إنهم يرون حزب الله عالقا في زاوية ويتصرف بشكل دفاعي، ولا يعجبهم ما تقوم به قيادتهم على العديد من المستويات. غير أنهم خائفون أيضا ولا يستطيعون التخلي عن حزب (الإله) ، مرجعهم السياسي الوحيد.
أتباع حزب الله يشعرون اليوم بالمرارة لثلاثة أسباب رئيسية:
أولا: لأن حزب الله ما زال يدعم النظام السوري الذي يزداد ضعفا يوما بعد يوم. و البعض من أنصار الحزب، وخصوصا اليساريين والشيوعيين السابقين، لا يحتملون موقف الحزب من النظام السوري. فبالنسبة لهم، لدى السوريين الحق في الثورة ضد الديكتاتور من دون أن يُتهموا بالإرهاب و الإجرام. و البعض الآخر يخشون فقط على مصير حزب الله عندما يسقط النظام السوري، و يعتقدون أن الحزب يجب أن يكون عمليا و أكثر واقعية وبرغماتية.
ثانيا: لا يمكن بعد الآن تجاهل تزايد الفساد في جميع صفوف حزب الله ، ولا سيما بالنظر إلى تدهور الوضع الاقتصادي في لبنان. ففي حين أن العديد يفقدون وظائفهم أو على الأقل يعانون من نفقات الحياة اليومية، فإن أعضاء حزب الله وعائلاتهم يبدو عليهم  الإزدهار ماديا ولا يخفون ذلك. وقد خلق هذا مرارة في قلوب أنصار الحزب من غير الأعضاء الذين يحتاجون للتوسل من أجل على الحصول على أي مساعدات، خلافا لكثير من أعضاء حزب الله الذي يبدو أنه اكتسب كثيرا من التعويضات بعد حرب تموز 2006.
ثالثا: في رأي كثير من اللبنانيين أن حزب الله  و لأول مرة يسيطر على أسوأ حكومة خلال عقود. فخدمات الدولة للمواطنين غير موجودة و خدمات الكهرباء لم تكن يوما بهذا السوء ، ونسبة البطالة آخذة في الارتفاع، و معدل الجريمة في ازدياد، والقوات السورية تنتهك الحدود اللبنانية اسبوعيا. في حين ان الحكومة تتمسك ب"سياسة الفصل" تجاه الربيع السوري.  
وفي خطابه الأخير، سمى الأمين العام للحزب حسن نصر الله وزير الدفاع السوري المقتول آصف شوكت ، سماه رفيق السلاح والمقاومة ! في أنه حين لا يوجد لبناني يستطيع أن ينكر جرائم آصف شوكت في لبنان و كيف عانى بسببه اللبنانيون.
الحقيقة أنه لا أحد سعيد في لبنان. لكن الشيعة بالإضافة إلى عدم سعادتهم فهم خائفون. و حزب الله اليوم هو الوحش الذي ينزف من جروح عديدة. ففي أنحاء العالم يشار بأصابع الاتهام إلى حزب الله وايران لتورطهم في تفجير انتحاري قتل فيه السياح الإسرائيليين في بلغاريا في الاسبوع الماضي . كما اعلنت اسرائيل يوم الجمعة الماضي أنها ستدرس خيار القيام بعمل عسكري إذا دعت الحاجة لضمان عدم وصول الصواريخ السورية أو الأسلحة الكيميائية الى حلفاء بشار الاسد في لبنان، أي حزب الله. و نتساءل اليوم من سيدفع ثمن هذا الهجوم من جديد؟ الشيعة !
في هذه الأثناء، فإن الحكومة اللبنانية بقيادة حزب الله، لا تزال تغض الطرف عن العدد المتزايد من اللاجئين السوريين القادمين الى لبنان، وترفض أن تقدم لهم العون والمساعدات التي بذلها السورييون لأهل الجنوب عندما لجأوا إلى سوريا خلال حرب عام 2006. و حزب الله يختبئ إلى الآن خلف خطاب المقاومة متناسيا عمدا كرم الضيافة الذي حظى به من الشعب السوري، في الوقت الذي يشعر فيه أن الكثير من أتباع الحزب بالذنب لإضطرارهم تجاهل دعم السوريين ، ولا يمكن اخفاء ذلك.
يقول عماد من منطقة بنت جبيل في جنوب لبنان: " "عندما بدأت الحرب في عام 2006، غادرت مع عائلتي إلى دمشق، حيث بقيت مع أسرة سورية لم نكن نعرفها، كان بيننا أصدقاء مشتركون فقط فرحبوا ببقاءنا وتقاسموا معنا منزلهم و بقينا على اتصال معهم ، واليوم اتصلوا بي لمعرفة ما اذا كان يمكنهم أن يقضوا معنا بضعة أيام حتى تهدأ الاشتباكات في دمشق. انهم من السنة، ولست متأكدا من كونهم سيكونون في مأمن هنا في الجنوب، لذلك قلت لهم الحقيقة و وصيت عليهم أصدقاء لي في بيروت و طلبت منهم التواصل معهم. أنا لا أعرف إذا كانوا سوف يذهبون لأصدقائي لبيروت، ولكنني أشعر بالسوء و أشعر أنني ناكر للجميل. لماذا لا بد لها أن يكون الأمر على هذا النحو؟
الأمر اليوم ليس عن المقاومة. ولا يهم حقيقة إذا كان النظام السوري فعلا يدعمها أم لا. السؤال المطروح اليوم بالنسبة للشيعة هو: ماذا ستفعل إذا سقط النظام السوري ؟ وهل سيتحمل الشيعة اليوم تبعات الحرب التي أعلنها حزب الله ضد الشعب السوري؟ و هل الشيعة على استعداد لدفع ثمن حرب أخرى؟ هل هم على استعداد للبقاء دروعا بشرية أمام حزب الله ؟ .
الشيعة بالفعل على الحافة، وسخطهم من حزب الله في تصاعد مستمر. فكم من الوقت يحتاجون حتى ينظرون خلفهم  ويقولون : "كفى !" ؟
جرعة صغيرة من التفاعل البشري يمكن أن يكون أبلغ من أي كلام سياسي. ويمكن أن تبدأ من خلال مساعدتهم اللاجئين السوريين. كما يمكنهم أيضا أن يطلبوا من حسن نصر الله أن يتحدث أصالة عن نفسه فقط، ولكن ذلك قد يستغرق بعض الوقت.



رابط المقال الأصلي باللغة الانجليزية

ترجمتي

Monday 23 July 2012

مطار جدة.. إذا خلص البنزين وأضرب العُمال

جانب من الفوضى المعتادة في مطار جدة


أن تتعطل الرحلات الجوية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة لأكثر من خمس ساعات فإن ذلك سيُرجع إلى ذهنك السوي جدا كل الكوارث التي مرت بها جدة، وستغرق أفكارك في شبر مَيّة.. هذا الشبر من المياه لن يتجاوز مشاهد السيول. وإن كانت ذاكرتك “نشمية” فستتذكر انقلاب القطار!
أرجَعَ خيال الدراما المحلية الغارق في مشاهد السيول أسباب تعطل رحلات مطار جدة لأمرين: الأول أن “البنزين خلص” والثاني أن “عمال تعبئة الوقود أضربوا عن العمل”.
أن نعرف الحجم الفعلي لجملة “البنزين خلص” فهذا يحتاج لأن ندرك جيدًا الفرق بين وجود وغياب البرلمان الشعبي المنتخب. وأن تعرف ماذا يترتب على جملة “عمال تعبئة الوقود مضربين”، فهذه أيضا معضلة اجتماعية يصعب استيعابها ونحن نقف تحت “مظلة” تُغيّب النقابات العمالية عن العمل!
وبعد أن اتضح في نهاية اليوم أن تعطل 12 رحلة في مطار جدة مساء أمس الأحد، كان سببه عطلاً فنياً في الخط الرئيس المغذي لشبكة وقود المطار، والتابع لشركة أرامكو، فإن اللوم في انتشار شائعات بهذا المستوى من الخيال المحلي الجميل: “البنزين خلص” و”الاضراب العمالي”، يقع على القصور في النص الدرامي الذي لم يثريه استجواب علني ولم يتجاوز الإعفاء! 
كلنا نعلم أن الإدارة هي مفتاح التنمية، غير أن قلة يعرفون الفرق بين الادارة بالبركة والإدارة الفعالة التي تعتبر المساءلة والإجابة (المحاسبة) من أهم عناصرها بالإضافة إلى عنصر ثالث لا ينقصنا وهو امكانيات الدولة. وحتى نبلغ عنان ذلك سيظل الناس يبحثون عن هاش تاقات في تويتر ونواصي في المدونات لممارسة هذا الدور في اطلاق شائعات والمحاسبة بناءً عليها، وأرجو أن لا يُثقل عليهم أحد بأي عتب وبخاصة اولئك الذين أدركوا الفرق منهم.


منال
نشرت هذه التدوينة في الشرق بتاريخ 23 يوليو 2012
http://www.alsharq.net.sa/2012/07/23/407428

Saturday 14 July 2012

في ذكرى "بقاء" غسان كنفاني



في مثل هذا اليوم، الثامن من يوليو 1972: حلقت روح فلسطينية حُرّة في سماء بيروت، اغتال الموساد غسان كنفاني. باختصار وبعيدا عن قوقل، غسان مناضل كتب للوطن وكتب للحب! لماذا قتلته إسرائيل وهو “مجرد كاتب”؟ لأن قلم غسان آمن بلزوم المقاومة وبأن زوال إسرائيل هو نتيجة تاريخية حتمية يجب أن يعمل لها العرب جميعا، وليس مسألة جدلية تبحث عن الحلول الوسط!
قرأت للكنفاني روايته الأولى “رجال في الشمس” والتي تحكي محاولة أبو القيس وأسعد ومروان البائسة في الخروج من فلسطين للبحث عن لقمة العيش، فماتوا اختناقا في خزان الحافلة الذي اختبئوا فيه هربًا من أعين رجال الحدود بين البصرة والكويت ليرمي سائقها أبو الخيزران بجثثهم في الصحراء وهو يتساءل: لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟! لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟!!. ما قاله غسان للفلسطينيين هنا قبل خمسين عاماً وهو عمر هذه الرواية: أن الهروب ليس الحل، ولقمة العيش ليست القضية، قاوموا الموت… دُقّوا باب الخزان. كان حقا لهذه الرواية القصيرة والتي تحمل كل هذه الرسائل النضالية أن تترجم إلى 16 لغة من بينها اللغة اليابانية!
الحقيقة التي لا تسرني كثيرًا هي أنني لم أعرف غسان إلا بعدما قرأتُ كتاب “رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان”، والتي نشرت فيه غادة رسائله إليها. هذه الرسائل كشفت الجانب الآخر له، هذا الجانب لا يقل عذوبة عن حقيقته كمناضل.. فالرجل أحب غادة السمان كثيرًا، حبًا يعتقد البعض -الذين لم يهذبهم الحب- أن فيه انتقاصا من قيمته النضالية. وبعيدا عن الجدل حول حق غادة السمان في نشر رسائل غسان إليها من عدمه، فإن الحب والمعاناة في قلب هذه الرسائل جعلت من غسان بدرًا مضيئًا في سماء أدب المقاومة.
ومهما كُتب عن ذلك، فلن تجدوا جسرا تعبرونه إلى أعماق غسان كنفاني أقصر من كلماته نفسها عن الحب والوطن، وإليكم مدد:
  • لقد صرتِ عذابي، وكُتب عليّ أن ألجأ مرتين إلى المنفى، هاربا أو مرغما على الفرار من أقرب الأشياء إلى الرجل وأكثرها تجذرا في صدره… الوطن والحب.
  • إن كل قيمة كلماتي كانت في أنها تعويض صفيق وتافه لغياب السلاح..
  • وإذا كان عليّ أن أناضل من أجل أن أسترد الأرض فقولي لي، أنت أيتها الجنية التي تحيك، كل ليلة، كوابيسي التي لا تُحتمل… كيف أستردك؟
  • إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت.. إنها قضية الباقين.
  • أنتِ في جلدي، وأحسك مثلما أحس فلسطين.
  • ليس المهم أن يموت أحدنا، المهم أن تستمروا.
هل تساءلتم لماذا لم يرحل عنا الكنفاني وناجي العلي ومحمود درويش ولماذا لن يرحل أحمد مطر..؟ لأن ثمة أرواح لا تيأس من القضية وإن غادرت دنيا المعركة! تظل تبحث عن سماء تسكنها… وقلوب تأسرها وعقول تُحيي فيها إيمانها… ومن بين جميع قضايانا يظل الوطن ويحلق الحب فوق حقيقة كل الأشياء ، والدنيا لا تعمّرها والأرواح لا تغمرها سوى القضايا الصادقة.  
منال
نشرت هذه التدوينة في "الشرق" بتاريخ 8 يوليو 2012

Friday 6 July 2012

محاكمة أندرس بريفيك.. على الرغم من كل شيء


صورة من المحاكمة

انتهت الأسبوع الفائت محاكمة النرويجي أندرس بريفيك المتهم بقتل 77 شخص يوليو الماضي في عمليتين إرهابيتين فصلت بينهما ساعات معدودة. العملية الأولى استهدفت مبنى حكومي في أوسلو بقنبلة أسفرت عن مقتل 8 أشخاص. وفي الثانية استهدف بريفك مخيماً صيفياً شبابياً تابعاً لحزب العمال الحاكم في جزيرة أوتويا، حيث دخله متنكرا في لباس شرطي وبدأ بإطلاق النار عشوائيا مما أدى إلى مقتل 69 شخص أغلبهم من الشباب والفتيات.
فريق الدفاع عن بريفيك
أندرس بريفيك إرهابي متطرف، وعنصري معادٍ للتعددية الثقافية. اعترف انه استهدف معسكر شباب الحزب الحاكم بسبب سياسة الحزب المؤيد للهجرة ومن أجل حماية النرويج من المد الإسلامي الذي يشكل حسب قوله تهديدا على أوروبا بأكملها. وتعتبر جريمته أكبر كارثة تمر بها النرويج بعد الحرب العالمية الثانية. ومما أثار انتباهي أن كل ذلك لم يمنع حدوث العديد من الأمور خلال محاكمته أثارت انتباهي، سأحاول سردها علنّي أجد من يشاركني انتباهي!   
  • بعد القبض عليه بقي بريفيك تسعة أشهر رهن الاحتجاز على ذمة التحقيق، تخللت هذه المدة 3 جلسات استماع على الأقل، إحدى هذه الجلسات كانت علنية.
  • قضى بريفيك 12 أسبوعا من مدة اعتقاله على ذمة التحقيق في الحبس الانفرادي، لجأت الشرطة أثناءها إلى القضاء 3 مرات للحصول على إذن بتمديد فترته. حيث يلزم القانون النرويجي الشرطة بأخذ إذن قضائي لتمديد فترة الحبس الانفرادي للمتهم بعد انقضاء 4 أسابيع من مدته.
  • محاكمة بريفيك “علنية” وتم اعتماد أكثر من 170 مؤسسة إعلامية لتغطيتها. كانت وقائع الجلسات تنقل كحلقات مسلسل في الكثير من الصحف “العالمية”.
  • خضع بريفيك بأمر المحكمة لتقيمين نفسيين، بواسطة مجموعتين مختلفتين من الأطباء النفسيين.
  • ضمت محاكمة بريفك خمسة قضاة ثلاثة منهم مدنيين، قررت محكمة أوسلو بعد الجلسة الثانية منها طرد أحدهم بعد أن شكك دفاع بريفيك في موضوعيته لأنه كتب في موقعه الخاص في الفيس بوك هذه العبارة: “عقوبة الإعدام هي الحل العادل الوحيد في هذه القضية”!
  • اختار أندرس بريفيك فريق دفاعه المكون من محاميين رئيسيين ومساعدين، وعند سؤال (غير ليبشتاد) أحد المحاميين الرئيسيين عن كيفية قبوله الدفاع عن مجرم إرهابي قتل 77 شخص؟ أجاب ليبشتاد بأنه استند في قبوله للدفاع عن بريفيك على مبادئ الدولة الديمقراطية التي يحكمها النظام والقانون والتي تكفل حق العدل والدفاع لأي متهم.
  • منذ القبض عليه وحتى الإعلان المتوقع عن الحكم في منتصف شهر أغسطس القادم، يقضي بريفيك الوقت في زنزانة مكونة من 3 غرف، واحدة للنوم والثانية تحتوي على كمبيوتر غير متصل بالإنترنت وتلفاز ومشغل أقراص دي في دي ، والثالثة تضم بعض الأجهزة الرياضية.
  • تم تحويل جزء من السجن إلى وحدة طب نفسي آمنة للقاتل بكلفة قدرت بنحو 260 ألف يورو، مجهزة لاستقبال بريفيك في حال ثبت أنه ارتكب جرائمه نتيجة لمرض نفسي.
الصحافة العالمية تتابع المحاكمة
أندرس بريفيك الذي أبدى إعجابه الكبير بأهداف وإستراتيجية منظمة القاعدة لم يُظهر أي ندم على جرائمه من اللحظة الأولى لاعتقاله، بل نفى عن نفسه أي مشاكل نفسية، وأعلن في جلسات عدة أنه فخور بما فعله وأنه على استعداد لارتكاب جرائمه مرة ثانية! بالرغم من كل ذلك لم تغفل النرويج حقه في محاكمة عادلة أثارت غيظ الكثيرين لكنها لم تثر غضبهم.
منال 
نشرت هذه التدوينة في "الشرق" بتاريخ 1 يوليو 2012