Monday 28 April 2014

إدارة السيطرة على الجمهور


سؤال بسيط جداً،يسأله المواطن البسيط جداً، ويجد البعض في طرحه والإجابة عليه مسؤولية وطنية و خلاصاً. و البعض الآخر يشعر أن في هذا التساؤل تهديداً لأمنه و سلامته.
لماذا نحن مختلفون عن العالم في كل شيء؟
المسألة لا تبررها خصوصية عربية و دينية، فنحن مختلفون أيضاً عمن يشاركوننا الهوية والدين. وليس الأمر تبرره كذلك الخصوصية السعودية، فنحن أنفسنا مختلفون عما نحن عليه في خارج هذه البلاد، حفظها الله وأدامها…
الواقع الآخر المحير هو أنه وبالرغم من تقبلنا لاختلافنا مع العالم ،بل واستحساننا لتناقضنا مع ذواتنا غير أننا لا نقبل إطلاقا فكرة الاختلاف فيما بيننا،و يبقى “الإجماع” على رأي واحد،و شكل واحد،و فكر واحد،هو في رأي الكثيرين صمام الأمان. هذا الرأي والفكر الواحد يقابل كل ماهو مختلف عنه بالاتهام بالضلال و استدعاء الفتنة !
 العجيب في أمرنا أيضاً، هو أن البديهيات المنطقية حول العالم، حتمية الاختلاف كمثال، تعتبر في مجتمعنا ظواهر جديدة  يجب التذكير بتقبل وجودها والتعامل السلمي معها.
بالرغم من حتمية الاختلاف وبديهية التقبل، فإن الرغبة الجامحة في السيطرة يبدو تفسيراً جيداً لعدم تقبل اختلاف الآخر،وفرض خامة واحدة من الأفكار ومقاومة ما يخالفها. إذا كان هذا التحليل صحيحاً وهو الأرجح، فمن المهم أن يدرك المهووسون بالسيطرة على مجريات الأمور وتوجهات العقول حقيقة علمية مهمة، وهي أن السيطرة جزء مهم في اﻹدارة control management، ولكنها تعتمد في الأساس على دراسة ردود الأفعال  feedback، ومن ثم اتخاذ إجراءات تصحيحية corrective actions. ومن غير الاستجابة السريعة لإنذارات واضحة بحدوث خلل ما في أي مشروع أو نظام، وتبني إجراءات تصحيحية لتعديل هذا الخلل في وقت مناسب فستخرج الأمور عن السيطرة المرجوة.
لا يعني هذا أن السيطرة على العقول هو هدف سهل  أو حتى متاح. فمن ناحية فلسفية، يرى نعوم تشوميسكي أن أصحاب النفوذ في العالم يسيرون على منهج السيطرة على الجمهور. ومبدؤهم في هذا “أن على الأقوياء تحقيق أهدافهم بأي وسيلة ممكنة. وطالما أن الجمهور باقٍ تحت السيطرة ، فلا أهمية للرأي العام”. وهو ما قد يصادف النجاح في بعض الأمور والقضايا العابرة. لكنه لا يشكل حلاً على المدى البعيد إطلاقا. ولا يمكن التحكم حقيقة في الجمهورإلا من خلال نافذة واحدة ضيقة سرعان ما ينكشف زيفها للناس،وهي نافذة البروباجندا والإعلام في الغالب. وتبقى القناعات والأفكار بعيدة تماما عن أي سيطرة.
منال
نشرت هذه التدوينة في موقع "التقرير" بتاريخ 25 إبريل 2014

Sunday 27 April 2014

لوحة الحلم المستحيل للفلسطينية ليلى شوا






                                                             Laila Shawa, Impossible Dream, 1988