وحدي في الحسين صليت ركعتين تحية للمسجد مع القليل ممن لم يجد طبق فتة موزات تؤويه إلى ركن منزل في القاهرة ظهر أول أيام عيد الأضحى. أكملت بعد ذلك سيري في خان الخليلي ترافقني دعوات بطولة العمر وأن يحفظ الله الأرض ومن عليها من أصدقاء النظر في حوانيت الخان!
الممرات تزدحم بأفواج من البشر مختلفي الأشكال والألوان والأحوال والأهوال، وبالرغم من ذلك الضجيج، أسمع و من على بعد خمسـة أمتار من يقصـدني فيقول : مساء الفل. يا ست الكل.يا زينة الخان يا بتاعة الفيس بوك ... !
التفت باتجاه التحايا ، لتؤنس أعماقي ابتسامة من القلب للشاب الذي صورت بالأمس محله واستأذنته بنشر الصورة على صفحتي في الفيس بوك، كان يتحتم علي استئذانه بعد ظهوره القسري في الصورة!
التفت باتجاه التحايا ، لتؤنس أعماقي ابتسامة من القلب للشاب الذي صورت بالأمس محله واستأذنته بنشر الصورة على صفحتي في الفيس بوك، كان يتحتم علي استئذانه بعد ظهوره القسري في الصورة!
ممتنة له على سعادته الغامرة برؤيتي مجدداً، ربّتُّ رأسي بضع مرات ... !
مروراً بالفيشاوي ... ومشربيات الخان ...وشارع الصاغة ، وتحت نظر عين حورس وبرفقة جعران ... مشيت كثيراً حتى استقرت بي قدماي المتعبتان على دكه في مقهى ليالي الحسين تحيط بي كل الهدايا التي اشتريت ، وفي مقدمتها ،طبلة عبدالعزيز أخي!
طلبت عصير المانجا وبادلت الشيخ التسعيني الأبكم الذي اعتدت رؤيته متجولاً في الحسين يحيي هذا وذاك بصياح محبب لقلوبهم جميعاً ويخرج بطاقة هويته ليعرّف السياح العرب -من سمحي الوجوه فقط - بنفسه، بادلته ابتسامته لي بعشرين جنية علها تعينه على من عرفت لاحقاً إنهن زوجاته الثلاث!
في قمة استمتاعي بأجواء العيد البسيطة المحيطة بي، جاءتني الجميلة ذات السبع سنوات والعينان العميقتان يماشي لونهما خمارها البني تبيعني أساور من فضة لا يتعدى ثمنها الخمسة جنيهات ...
... لم تستجدي ... فقط قالت: تشتري مني يا ست ؟
قلت : نعم ..اشتري منكِ.. ولكِ اشتري .... سألتها : كيف العيد .
فقالت : أنا لم أعيد اليوم ، ربما في الغد أعيّد.
سألتها عن اسمها ...
قالت: شيماء...
فقلت : الله الله الله يا شيماء !
... لم تستجدي ... فقط قالت: تشتري مني يا ست ؟
قلت : نعم ..اشتري منكِ.. ولكِ اشتري .... سألتها : كيف العيد .
فقالت : أنا لم أعيد اليوم ، ربما في الغد أعيّد.
سألتها عن اسمها ...
قالت: شيماء...
فقلت : الله الله الله يا شيماء !
أجلستها بقربي. وتحدثنا عن أجواء العيد وعن التجارة ،سألتها من أين تجيء بالأساور لتبيعها .وشرحت لي أن مكسبها في كل أسورة جنيهين . ,وتعطي "الوليّة" صاحبة البضاعة ثلاثة جنيهات. أكلت شيماء الفراخ وأكلتُ البطاطا ... وكدنا عواذلها من الباعة المتجولين بأغاني غنتها لي على إيقاع طبلة عبدالعزيز!
لاحظت أن أهل الحسين من باعة وجرسونات حولي يراقبون شيماء ، بعيون حريصة عليها. كان الكل يعرفها ويعرف أمها وأخواتها. وقد أرادوا جميعاً أن أكون مدركة بإدراكهم! حرصاً على شيماء أميرة الحسين. تلك التي صنعت لذاكرتي عيداً جميلاً سيذكرني دوما بها.
لاحظت أن أهل الحسين من باعة وجرسونات حولي يراقبون شيماء ، بعيون حريصة عليها. كان الكل يعرفها ويعرف أمها وأخواتها. وقد أرادوا جميعاً أن أكون مدركة بإدراكهم! حرصاً على شيماء أميرة الحسين. تلك التي صنعت لذاكرتي عيداً جميلاً سيذكرني دوما بها.
لم يتقن أحداً فن الحياة و أبدع في خلق السعادة والجمال من قبح الفقر والحاجة أكثر من أهل الحسين البسطاء.
بركاتك يا الله علينا من بعض ما أفضت به على قلوب أهل الحسين.
منـال
الله على ابداعاتك يامنال
ReplyDeleteدائما تتحفينا بإبداع يتلو ابداع
انا جلست اقرأ المقال وانا اقول في نفسي لو هالمقال كتبته انسانه اخرى سوف يكون ممل وسيكون فقط مجرد رحلة من رحلات الاف الناس الذين سافروا في العيد
ولكن انتي ابدعتي في المقال فهو وصل الى ابعد من ذلك
فهو يحكي معاناة الشعب المصري المكافح صغيره وكبيره
نساءه ورجاله
شيوخه وشبابه
ربي يسعدك يامنال
ومن ابداع لأخر
بوركتي يامنال
الله يعطيك العافية يا منال
ReplyDeleteمشالله عليج تعجبني فيك تنوع الموضوعات الي تكتبين فيها
وبصراحة هذا آخر موضوع اعتقدت انك راح تكتبين فيه ولكن علا انتي كاتبه متنوعه
والله يعطيك العافية
والله يعطي اهل حي الحسين بقدر نياتهم ويمن عليهم من رحمته ورزقة بفضل دعواتكم واياديكم البيضاء
شكرا
ماجد
ماهذا الوصف الذي جعلني ابحر وارى نفسي هناك جالسة معاك انت وشيماء ماهذا المقال السخي بالحقائق والقصص المعبرة ومااحلى الختام عندما يكون مسك وعنبر بالدعاء للخالق عز وجل بأن يرزقنا القناعة والرضى
ReplyDeleteشكرا لقلمك ولقلبك يامنال
ممتنة لكم جميعاً
ReplyDeleteأسعدني والله مروركم وطيب كلماتكم
تحياتي
م.ع.هادي
ReplyDeleteبكل تجرد اقول لك با منال انتي مبدعه في استخدامك للكلمات وكانك ترسمين بها لوحه جميلة تتداخل في المخيله لتسافر بها بين الاماكن والزوايا الخفية . احسنتي واحب ان اكون اول من ينال شرف قراءة كتابك ذو الحكايات الجميلة التي تخرج الانسان من عالم التعب المعاناه الى عالم الحب والرحمة والخبال الساحر كل التوفيق لك يا منال
Dear Manal, thanks for sharing this beautiful post with us. It definitely reveals the poetic and human side in you. The story of Shaima is about child labour and exploitation. Poverty and illiteracy in some parts of the world play a major role in ripping the happiness and joy off children by leaving them wandering in the streets when they should be leading a normal life and celebrating 3id.
ReplyDeleteشكراً يا م.ع. هادي على جميل كلامك
ReplyDeleteلدي تساؤل بسيط فقط
من قال لك اني اعتزم نشر كتاب ؟
ربما هو صحيح تخمينك ولو حدث وفعلت فسأسعد بتوقيع كتابي لك ولقراء المدونة جميعا
تحياتي
منال
Dear Saudi Amber, sweet Dr. Basmah :
ReplyDeleteThanks you for seeing the beauty in Shayma's story. And yes I do agree with you that there is a deeper view of the story , but I guess you can write about that prespective better than I do. You've always did and I'm always proud of you <3.