Friday 4 May 2012

تويتر في ظل الخصوصية السعودية




من بين مليار و نصف المليار مسلم في العالم ، لا أعتقد أن للسعوديين خصوصية دينية . و ضمن الخمسمائة مليون عربي حول العالم ، لا أؤمن بخصوصيتنا الثقافية !
خصوصيتنا التي نختص بها حقيقة دون خلق الله هي تلك القيود المفروضة علينا عنوة أو عن طيب خاطر –مكسور- من جهات رسمية أو مجتمعية نافذة . و متى تحرّرت أجسادنا و أصبحنا في غير المكان أو بعيدا عن الأعين السلطوية تحررت عقولنا و أشرقت قلوبنا ، وظهر لنا أن الشعب المسكين طبيعي و لا "يتمتع" بأي خصوصيات شاذة !

هذا بداية ، أما بعد ... فسأستعرض على عجالة بعض المهارات السعودية في "تويتر" في ظل الخصوصية التي سبق "الكشف عنها" :

  • يتميز السعوديون بوقفات على منابر "بيانات الكترونية" تحشد المريدين ، فيما يشبه التظاهر أو الاعتصام الذي قد يستمر الجدل حوله اسبوعًا تويتريًا كاملا !
  • الدعايات الانتخابية لكل مرشح برلماني أو رئاسي في جميع دول العالم الحر تقريبا ، ولو سمح الدستور المصري للسعوديين  بالتصويت في الانتخابات الرئاسية لأراحونا وارتاح أبو الفتوح !
  • تحليل البرامج التلفزيونية المحلية و كل ما يندرج تحت ذلك من بنود "تقويم الاعوجاج بالتلطيش" ، فالسعوديون كمثال لم ينطلي عليهم مؤخرا ما خفي وراء شال الشريان من أجندة وطنية ركيكة !!!
  • نظم أجمل الأبيات الشعرية في حبيبة غالبا ما تكون وهمية ، و التأكيد على الإيمان العميق بأن الحب طاقة مؤثرة في المزاج فقط !

الحقيقة أن ما سبق كان أمثلة لبعض "الحراك" السعودي في تويتر في ظل الخصوصية ، و الذي مع الأسف لم يتمكن حتى الآن من ايقاف العمل بقرار إلغاء ندوة فكرية ، أو خلق صناديق اقتراع لمجلس شعب أو تقنين صراع بين تيارات مختلفة ، و الأهم من كل هذا أن الشعر "التويتري" لم يأتِ لأحدٍ بعد بحبيبة  حقيقية !
الخصوصية السعودية تمنح كل مواطن حائط يتكئ عليه و لكنها لا تسمح اطلاقًا بارتقائه أو تجاوزه إلى الناحية الأكثر اخضرارا ، و لنظل نصرخ جميعًا في تويتر في حدود خصوصيتنا البائسة !

منال 

نشرت في "الشرق" بتاريخها 

No comments:

Post a Comment

Read & Share , but after posting a comment!