من بين مليار و نصف المليار مسلم في العالم ، لا
أعتقد أن للسعوديين خصوصية دينية . و ضمن الخمسمائة مليون عربي حول العالم ، لا
أؤمن بخصوصيتنا الثقافية !
خصوصيتنا التي نختص بها حقيقة دون خلق الله هي تلك
القيود المفروضة علينا عنوة أو عن طيب خاطر –مكسور- من جهات رسمية أو مجتمعية
نافذة . و متى تحرّرت أجسادنا و أصبحنا في غير المكان أو بعيدا عن الأعين السلطوية
تحررت عقولنا و أشرقت قلوبنا ، وظهر لنا أن الشعب المسكين طبيعي و لا
"يتمتع" بأي خصوصيات شاذة !
هذا بداية ، أما بعد ... فسأستعرض على عجالة بعض
المهارات السعودية في "تويتر" في ظل الخصوصية التي سبق "الكشف
عنها" :
- يتميز السعوديون بوقفات على منابر
"بيانات الكترونية" تحشد المريدين ، فيما يشبه التظاهر أو الاعتصام
الذي قد يستمر الجدل حوله اسبوعًا تويتريًا كاملا !
- الدعايات الانتخابية لكل مرشح
برلماني أو رئاسي في جميع دول العالم الحر تقريبا ، ولو سمح الدستور المصري للسعوديين بالتصويت في الانتخابات الرئاسية لأراحونا
وارتاح أبو الفتوح !
- تحليل البرامج التلفزيونية المحلية و
كل ما يندرج تحت ذلك من بنود "تقويم الاعوجاج بالتلطيش" ،
فالسعوديون كمثال لم ينطلي عليهم مؤخرا ما خفي وراء شال الشريان من أجندة
وطنية ركيكة !!!
- نظم أجمل الأبيات الشعرية في حبيبة غالبا ما تكون وهمية ، و التأكيد على الإيمان العميق بأن الحب طاقة مؤثرة في المزاج فقط !
الحقيقة أن ما سبق كان
أمثلة لبعض "الحراك" السعودي في تويتر في ظل الخصوصية ، و الذي مع الأسف
لم يتمكن حتى الآن من ايقاف العمل بقرار إلغاء ندوة فكرية ، أو خلق صناديق اقتراع لمجلس
شعب أو تقنين صراع بين تيارات مختلفة ، و الأهم من كل هذا أن الشعر "التويتري"
لم يأتِ لأحدٍ بعد بحبيبة حقيقية !
الخصوصية السعودية
تمنح كل مواطن حائط يتكئ عليه و لكنها لا تسمح اطلاقًا بارتقائه أو تجاوزه إلى
الناحية الأكثر اخضرارا ، و لنظل نصرخ جميعًا في تويتر في حدود خصوصيتنا البائسة !
منال
نشرت في "الشرق" بتاريخها
No comments:
Post a Comment
Read & Share , but after posting a comment!