Monday 27 September 2010

!غسان وغادة ... وجهة نظر


عندما لا يبادل الرجل امرأة حباً بحب ، وجنونا ً بمثله ، نقول : هو ببساطه لا يحبها ...!

ولو كان حقاً يحبها  ... ولكن الظروف تحول ... لتزيل مشاعر من قلبه نحوها ما كان لها أن تزول... نقول: نشمي ابن الناس ، يعرف أن الظروف لا تسمح لهذا الحب أن يستمر ... فرحل الشهم ابن الأصول...!

ولكن ... أن ترحل امرأة عن رجل يحبها ...فتلك حتماً لعمري  الخيانه العظمى ، والتي تجيز صلب تلك المرأة الجاحدة وحرقها كما حرقت ساحرات  اوروبا في العصور الوسطى!!!  فأي سحر أقوى من أن يقع رجل على وجهه في عتبات حبها ، وأن تهوي به  إلى " بير السلّم" !

عندما أحب غسان كنفاني غادة السمان ...رأي الكثيرون أن غادة لم تنصفه بإعطائه ما يستحق من نصاب الحب .

غسان  ذلك الأسطوري الأديب المناضل الفدائي... ولكنه فيما يخصه هو وحده ...كان ذلك الرجل الذي أحب غادة  بصدق رأى الكثيرون انه  مذلة ... لأنها وببساطة وكما يزعمون لم تحبه كما يجب ! 

و لأن لكليهما تأثيراً في نفسي وفي رؤيتي للوطن والحب ، رأيت أن كليهما لم يخطئ ... بعكس من قال أن في حب غسان لغادة تشويه لصورة المناضل الفلسطيني ... وأن في نشر غادة لرسائل غسان بعد وفاته بمدة طويلة ... وبالأخص أن تلك الرسائل لا تُظهر غادة كعاشقة تبادل غسان الحب... فرأى الكثيرون ان في نشر غادة للرسائل أنانية صرفة... بالرغم من أنها صرحت أن الإتفاق على نشر الرسائل متبادل بينهما في حالة موت أحدهما ...

 
ربما أن المبدعة غادة حصنت نفسها من حب لا يقوم إلا على خراب بيت غسان وعلى حساب زوجته وطفليه...

ربما لم تكن هي  بتلك الأنانية التي وصفوها بها بعد نشرها رسائل غسان إليها في كتاب (رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان) بعد مرور عشرين عاما على استشهاده... بل على النقيض ، قد تكون غادة بنشرها للرسائل أرادت أن يعرف الجميع حجم خسارتها لرجل أحبها كل هذا الحب في حين هي أرادت له استقراره وتوازنه فرحلت !

يقول غسان لغادة: ...وسأظل أضبط خطواتي ورائك حتى لو كنتِ هواءً.. أتسمعين أيتها الشقية الرائعة؟ حتى لو كنتِ هواءً! ولكنني أريدك أكثر من الهواء. أريدك أرضاً وعَلَماً وليلاً...أريدك أكثر من ذلك. وأنتِ؟  اكتبي لي..لماذا لا تكتبين؟ لماذا؟ لماذا أيتها الشقية الحلوة؟ أتخافين مني أم من نفسك أم من صدق حروفك ؟ اكتبي.

بالضبط يا غسان ، كانت غادة تخاف كل ما ذكرت ... خافت من استسلامها لك ورضوخها لحب رأت أن لا حق لها فيه ... هوى يخطف بطل من وطنه ووالد من أبنائه.


لا تلوموا المرأة إذن إن هي تصرفت بانتحارية في الحب ... فأسهل على المرأة أن تتصنع الحب وتبادل رجلاً يهواها  الهوى أضعاف... من إن ترحل تاركة الرجل الذي تحب في "بير السلم"!  

 وغادة اختارت الأصعب!

كتب غسان لأخته فائزة رسالة يعاتب فيها غادة! فيقول: (تراها سألت عني؟ ذلك لن يكون إلا إذا كانت تريد أن تراني معذباً، أو تريد أن تنصحني تلك النصيحة التافهة : اذهب إلى بيتك باكرا .....إنني أدفع معها ثمن تفاهة الآخرين..أمس صعقتني ، مثلاً، حين قلت لها أنني أرغب في رؤيتها فصاحت: أتحسبني بنت شارع؟) ثم تفاجأ غسان بأنها خرجت في تلك الليلة نفسها مع صديق( ثم هتفتُ لها فأبلغتني أنها كانت مع صديق...
وسألتني: لماذا تأخرت؟(!!!

لم تكن غادة لتقهره وتعذبه ... ولكنها أرادت له العودة مبكراً لزوجته وأطفاله...!

أردتُ بهذا أن أنصف غادة لا غير!

مرفق رابط  مقال جميل بعنوان (غسان كنفاني .. المناضل العاشق ليافا وغادة السمان).

               
                                  منــــال

6 comments:

  1. الحب هو نشاط روحي، والأصل في وجوده أن يؤدي إلى الإستقرار و المساهمة في تكوين الأسرة على حسب الفطرة البشرية ، وإيجاد علاقة المتينة بين الرجل والمراة كزوجين، لأنه يقوي فكرة حاجة كل من الزوجين للآخر، وكذلك عناية ورعاية كل منهما للآخر.
    الحب يساعد عل ترابط وتماسك وسعادة الأسرة مما يكون له أثرا ايجابيا عل تكون الأجيال البشرية وعلى حسب الفطرة التي فطرها الله تعالى.
    أما الحب على طريقة غسان وغادة فهو ليس إلا استغلال للحب في غير محله. والمشكلة ليس في وجود الحب ولو قبل الزواج ، وانما التعامل مع الحب في عدم وجود فكرة تكوين الأسرة والذي معناه عدم وجود الإستقرار النفسي والإجتماعي.
    ولذلك، فإن الخوض في موضوع الحب لذاته من غير التطرق إلى المقاصد التي خلق الحب لأجلها ما هو إلا ضياع وقت و الخوض في الأوهام التي سببها قلة الوعي وعدم فهم الحب بالصورة الفطرية البشرية.

    ReplyDelete
  2. أوافقك الرأي في المجمل
    ولأجل ذلك تزوجت غادة السمان في أوائل السبعينات الدكتور بشير الداعوق واستمر زواجهما حتى وفاته عام
    2007
    ولكن ليس هتاك حب بطريقة أحد ، الحب واحد في جميع الأحوال ولكن النتائج تخـتلف بحسب ما نسعى إليه
    ففي الحديث : لم ير للمتحابين مثل النكاح

    وحب غسان لغادة كان حقيقيا وفي رأيي كذلك حبها له
    وأنتج ذلك الحب أعمالاً أدبية رائعة ومستمرة

    منال

    ReplyDelete
  3. أتسمعين أيتها الشقية الرائعة؟ حتى لو كنتِ هواءً! ولكنني أريدك أكثر من الهواء. أريدك أرضاً وعَلَماً وليلاً...أريدك أكثر من ذلك. وأنتِ؟ اكتبي لي..لماذا لا تكتبين؟ لماذا؟ لماذا أيتها الشقية الحلوة؟ أتخافين مني أم من نفسك أم من صدق حروفك ؟ اكتبي

    جميل اسلوب غسان في الكتابه

    مقال رائع أخت منال

    ReplyDelete
  4. أشكرك على هذه المدونة الرائعة و المعلومة الجديرة بالعلم

    ما كتب غسان لغادة يفوق الوصف.. إنه ليدمي القلب

    ReplyDelete
  5. حب غسان كان حباً نابعاً من روح نقية ، ولكن اسباب غادة لاتُبرر في نظري ما اقرفتهُ في حقه !

    أحبها بصدقٍ ولو ان العالم حاربهُ في حبه لانتصر عليه .. ولكن كما يقول هو قدره !

    فقد الحبيبة وفقد الوطن !
    يال صبر هذا الرجل وقوته .. لا ادري أهي قوّة قلبه أم أنه إيمانه بقدره

    تدوينة جميلة منال :)

    ReplyDelete
  6. منذ فترة لم أقرأ تدوينة تثير الأسئلة كهذة ، أنا سعيدة أن وقعت على مدونتك يامنال صدفة !

    ReplyDelete

Read & Share , but after posting a comment!