Thursday 12 April 2012

حوار الأديان في جلاسكو




حدث لحسن حظي أن صادف تواجدي في مدينة جلاسكو الاسكتلندية شهر مارس (آذار) الماضي اسبوع التوعية بالإسلام ، و الذي يُقام سنويًا برعاية رابطة الطلبة المسلمين في جامعة جلاسكو ثالث أكبر المدن البريطانية من حيث السكان.  يهدف هذا الأسبوع إلى مسح الصورة النمطية و تعديل المفاهيم الخاطئة عن الإسلام عن طريق عقد الندوات و عرض بعض الأفلام الهادفة.

حرصت على حضور ندوة تناقش الحوار بين الأديان السماوية الثلاث ، توسط طاولة النقاش في الندوة (داوود دنكن) رئيس رابطة الطلبة المسلمين ، و على يساره جلس (جوناثان) ممثلًا عن إحدى المنظمات المسيحية ، و انضم للرجلين (نيكولاس) رئيس رابطة الطلبة اليهود . وها أنا ذا في غرفة واحدة مع يهودي يرتدي (الكيباه) ، و قد نبت في رأسي قرنان !

دار النقاش عن نقاط تشابه واختلاف الأديان السماوية وهي لا تخفى على أي باحث أو مهتم. غير أن محور التحديات التي تواجهها الأديان الإبراهيمية في بريطانيا كان من وجهة نظري المحور الأهم في الندوة و الأكثر اطلاقًا لتفكيري. اتفق جوناثان ونيكولاس على أن الإلحاد يشكل الخطر الأكبر على المسيحية واليهودية ، و بما أن اليهودية ليست دينًا تبشيريًا أي لا تسعى إلى استقطاب مؤمنين جدد بها  فإن اليهود يعتبرون الإلحاد أمرًا يشكل تهديدًا حقيقيًا عليهم. وبالرغم من أن المسيحيين يعتبرون التبشير و الدعوة من الأساسيات العقائدية لديهم ، غير أن نسبة الإلحاد و اللاأدرية مجتمعتيْن وصلت بحسب بعض الإحصائيات في بريطانيا إلى 44 % !
 عندما أتى دور داوود ليشرح أهم التحديات التي يواجهها الإسلام قال ثلاثة جُمل ذهبية : الإسلاموفوبيا هي ما يخيفنا ، و قد بانت ظاهرة الخوف من الإسلام و المسلمين واضحة كنتيجة لراديكالية بعض المسلمين ، الذين قد يوصلنا تطرفهم في يوم من الأيام إلى أن نخشى على الإسلام ما يخشاه المسيحيون واليهود اليوم ... الإلحاد ! 

قالها داوود فتذكرت بحُزنٍ الكثير ...

على الجانب الآخر ، فإن الهدف المنشود من حوار الأديان هذا لم تبلغه مجموعة من الحقائق المطروحة فيه بقدر ما عززته أجواء السلام و الاحترام بين المتحدثين و الحضور من كافة الديانات . و كان لاشتراك نيكولاس اليهودي مع داوود المسلم في دحض بعض الشبهات حول الإسلام و التي حاول أحد الحضور إثارتها أكثر من مرة بالغ الأثر في اخفاء كل أمارات التحفّز ضده من فوق رأسي !

منال 

نشرت هذه التدوينة في "الشرق" بتاريخ 11 ابريل 2012

No comments:

Post a Comment

Read & Share , but after posting a comment!